actualitesphotospress and mediaصحافة واعلام

ندوة مستقبل العمل الثقافي العربي المشترك بمعرض تونس الدولي للكتاب المثقفون يتوقعون إعادة إحياء مشروع القمة الثقافية العربية في قمة الجزائر

ندوة مستقبل العمل الثقافي العربي المشترك بمعرض تونس الدولي للكتاب
المثقفون يتوقعون إعادة إحياء مشروع القمة الثقافية العربية في قمة الجزائر
نظم معرض تونس الدولي للكتاب بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الألكسو، اليوم بقصر المعارض بالكرم، في إطار البرنامج الثقافي للمعرض، ندوة حول مستقبل العمل الثقافي العربي المشترك تكونت من جلستين، اهتمت الأولى بواقع الثقافة العربية والثانية بالقمة الثقافية العربية.
وقد حاضر في الجلسة الأولى التي أدارها الكاتب العادل خضر الأستاذان، علاء عبد الهادي وهو كاتب ومفكر مصري ومراد الصقلي ناشط ثقافي ووزير الثقافة الاسبق.
أما الجلسة الثانية فقد ضمت مداخلتين، الأولى بامضاء الديبلوماسي والسفير السابق محمد ابراهيم الحصايري، والثانية بامضاء خالد الزيتوني وهو أيضا ديبلوماسي وسفير سابق.
ولنا أن نشير إلى أنه ولئن أكد المتدخلون في الندوة، أن مستوى التعاون الثقافي العربي مازال ضعيفا جدا، فإن الأمل مازال قائما في إحياء مشروع القمة الثقافية العربية التي كان قد أعلن عنها منذ القمة العربية بسرت في ليبيا وتأجل المشروع طيلة هذه السنوات التي تلت ما يسمى بالربيع العربي (من بداية 2011).
المتحدثان في الجلسة الأولى، اتفقا على أن مستوى التعاون الثقافي بين البلدان العربية مازال دون المأمول، واتفقا أيضا على أن امكانيات تطوير التعاون والرفع من نسقه متوفرة.
فالدكتور علاء عبد الهادي يعتبر أن علينا أن نعمل على واجهتين, الأولى العلاقات البينية، أين بين البلدان العربية ، وهو يعتقد أن أمانا الكثير من العمل في هذا الباب من ذلك مثلا تكثيف التظاهرات المشتركة والتبادل العربي في المجال الثقافي، أما الثانية فهي العمل على تحسين صورتنا أمام الأخر. وهو يرى أن ما أسماه بالترجمة العكسية من بين أفضل الحلول لتعريف الآخر بالمنتوج الثقافي العربي. ويقصد بالترجمة العكسية ترجمة الأعمال العربية إلى اللغة الانقليزية وغيرها من لغات العالم التي تمكن من التعريف بالإسهامات العربية إلى الغربيين وإلى الآخرين بصفة عامة والتكثيف منها والرفع من نسق هذه الترجمة.
أما الدكتور مراد الصقلي، فقد دعا إلى تغيير مقاربتنا للعمل الثقافي العربي المشترك، مشيرا إلى ضرورة التمييز بين الإستراتيجية الثقافية، والسياسة الثقافية. فالأولى تسطرها وزارة الثقافة أما الثانية فهي سياسة دولة بالكامل. فالثقافة هي شأن يتقاطع مع كل المجالات الأخرى كالتربية والتعليم والسياحة والاقتصاد وغيرها. وقد شدد المتحدث على أنه يحبذ الحديث عن سياسات ثقافية برغماتية تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات وبيئة كل قطر عربي، مناديا بسياسات أفقية، تطبق في كل بلد حسب طبيعته. وهو يرى أن دور الألكسو هام في الترويج للبرامج الثقافية العربية المشتركة، وفي تشبيك العلاقات خاصة بين الشباب في البلدان العربية مؤكدا ضرورة وضع برامج قابلة للتطبيق والقطع مع الأساليب القديمة التي تقوم على وضع مشاريع وبرامج تبقى حبرا على ورق.
من جهته، اعتبر الديبوماسي محمد ابراهيم الحصايري، أن عقد القمة العربية الثقافية التي ظلت تتأجل منذ سنوات، حلم يمكن تحقيقه. وهو يتوقع أن يعلن الرؤساء العرب في القمة العربية المنتظرة بالجزائر، عن إعادة إحياء المشروع الذي يراه ضروري، غير أنه يشترط توفر مجموعة من العناصر لكي يكون فعالا نذكر من بينها ما يلي:
أن يقع احترام متطلبات الموازنة بين الإبداع الأدبي والفكري والعلمي. وهو ينادي بمنح العقل المكانة التي يستحقها في المشهد الثقافي العربي.
إن يقع احترام الموازنة بين متطلبات التواصل البيني ومتطلبات التفاعل الخارجي. فنحن بقدر ما نتفاعل جماعيا، وفق المحاضر، بقدر ما نتحاور مع العالم من حولنا.
أن يقع احترام الموازنة بين متطلبات التأصيل ومتطلبات التعصير، أو ما اسماه بين الفكر الغدوي والأمسي.
ويرى الديبلوماسي السابق أن كل ذلك يتطلب اعدادا مسبقا انطلاقا من رؤية واضحة، وبتخطيط منهجي بتشريك المثقفين الذين دعاهم بالمناسبة إلى عدم الاستقالة. واقترح المتحدث مجموعة من الآليات لتنفيذ المشروع ذكر من بينها اقرار برنامج عمل مشترك يقوم على جملة من الأنشطة المتنوعة، وبعث صندوق التنمية الثقافية لتنفيذ برنامج العمل الذي قد يتمخض عن القمة الثقافية العربية.
وإذ لاحظ المتدخل الموالي، الديلوماسي السابق خالد الزيتوني، أن الشعوب العربية، لا تعرف بعضها البعض بشكل واضح، وأن ما اسماه بالنظام العربي الاقليمي، قد ضرب في الصميم، فإنه يعتقد وبحكم التجربة أن الثقافة يمكنها، إذا ما توفرت الامكانيات، تحقيق التقارب المنشود. وهو يرى أن المعطى الديبلوماسي مهم في هذا الباب. وهو بدوره يعتقد أن القمة الثقافية العربية يمكن أن تفرز نتائج هامة بشرط أن تكون المضامين المطروحة جادة وملتفتة إلى المستقبل.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى