actualitesphotospress and mediaصحافة واعلام
الشاعر علاء عبد الهادي أمين عام اتحاد الأدباء العرب في ركن ” تجربتي مع .. ” لمعرض تونس الدولي للكتاب

الشاعر علاء عبد الهادي أمين عام اتحاد الأدباء العرب في ركن ” تجربتي مع .. ” لمعرض تونس الدولي للكتاب
45 سنة من الإبداع والنقد والبحث والتجريب
علاء عبد الهادي أمين اتحاد الادباء العرب كان اليوم ضيف ركن”تجربة مع..” ضمن البرنامج الثقافي لمعرض تونس الدولي للكتاب الذي يتواصل منذ 11 نوفمبر إلى غاية الأحد القادم بقصر المعارض بالكرم.
وإذ يعرف الكثير من الأدباء والنقاد تجربة الشاعر المصري جيدا، وهو الحائز على جائزة ” ابو القاسم الشابي” للشعر بتونس( تحصل عليها عام 2009) فإن الاستماع إليه متحدثا عن تجربته باسلوبه الهادئ وبلغته العميقة مثل فرصة للتعرف عن قرب عن تجربة يمكن القول أنها استثنائية ومثيرة للاهتمام، فهو وكما قال عن نفسه في الجلسة التي قدمها رئيس اتحاد الكتاب التونسيين، صلاح الدين الحمادي، من أكثر الشعراء الذين صدرت عنهم كتبا وأبحاثا ورسائل جامعية.
وعلاء عبد الهادي ضيف معرض تونس الدولي للكتاب في دورته السادسة والثلاثين هو شاعر وناقد وأكاديمي وله دكتوراه في الأدب المقارن من أكاديمية العلوم المجرية، وله العديد من الاعمال النقدية والفكرية وهو يكتب بالعربية والانقليزية وهو واسع الاطلاع على ثقافات العالم وخاصة على ابرز التجارب العالمية في الشعر وفي نقد الشعر والنقد الأدبي عموما.
انطلقت مسيرته الابداعية منذ سبعينات القرن الماضي وهو عندما روى البعض من هذه السيرة، لجمهور القراء في تونس، فإنما حاول أن يختزل حصيلة 45 سنة من الشعر والبحث والتنقيب والتجريب في عوالم الشعر فهو وكما قال أيضا عن نفسه، يعيش كل تجربة بكل قوة وكثافة وهو يأبى أن يكون حبيس قصائده. وقد حدث وفق ما أكده أن أنجز اعمالا كاملة لم ينشر منها حرفا وحدث أن دمر أعمالا قديمة، فقد كان مصرا على أن ” يحتفظ بنفسه” وفق قوله. ومن أقواله التي رددها اليوم أن النقد والابداع، وهو الناقد والمبدع ، يلتقيان، مشددا: لا اعرف كنهها إلى اليوم، لكن العلاقة قائمة.
بدأ علاء عبد الهادي وهو أيضا رئيس نقابة أدباء مصر، في نشر اشعاره سنة 1976 . اهتم في البداية بالشعر العمودي وقال أنه كان يكره قصيدة التفعيلة، وضد قصيدة النثر ثم أصبح يهتم بها، بل سيطرت قصيدة النثر على اعماله، ثم كتب ما اسماه بالقصيد الجامع، الذي يجمع كل الاشكال الابداعية والثقافية، من صورة وقصة واعادة تأويل للتراث وغيرها، وكل ذلك يصب فيما أسماه دفقة شعرية في نص واحد.
وقد كشف المتحدث عن تعدد في المواهب فهو دارس للموسيقى ومتذوق جيد لها وقد اهتم في وقت ما بالأجواء الروحانية وبالطرق الصوفية، التي أفرزت ديوانا شعريا مضمخا بهذه الاجواء، وقد اثار الديوان الشعري اهتمام النقاد، الذين لم يؤولوا وفق ما أشار إليه تأويلا صحيحا بالضرورة ما قام به من تحويل مقام صوفي إلى ايروتيكي بين بطلي العمل والحال أنه أي الشاعر، كان يعلب على الجدل بين الجسد والروح.
الدواوين الشعرية التي أصدرها علاء عبد الهادي، كلها مرتبطة بأحداث إما عاشها الشاعر مباشرة أو تلقاها بتأثر كبير على غرار علمية تفجير الأقصى التي قام بها متطرفون اسرائليون، أو احداث 25 جانفي بمصر ( اسقاط نظام حسني مبارك بمصر في سياق ما يعرف بالربيع العربي). ويعتبر التجريب عنصرا أساسيا في مسيرة الشاعر الذي كان من القلائل الذي ألف ما اسماه بالنص الصورة (نص شعري مع صورة فوتوغرافية) و في هذه التجربة عمد إلى اخراج الصورة من سياقها، تاركا للمتلقي مساحة كبيرة للتأويل. كتب علاء عبد الهادي أيضا ما اسماه بالحكاية الشعرية، التي تبدأ فيها كل الأبيات ب”كان” التي ترمز للحكاية وليس للزمن وفق توضيحه. وهو يعمل حاليا على عمل جديد ” قدر الحناء، هكذا تلكلمت الحديقة، وقال عنه أنه اكتشف من خلاله، أن هناك علاقة بين اللون والرائحة.
ولنا أن نشير إلى أن الشاعر علاء عبد الهادي كان يقتطف خلال الجلسة وكلما تحدث عن تجربة شعرية جديدة في مسيرته، كان يقتطف بعض الأبيات من قصائد دالة على التجربة ويقرأها بأسلوب جذاب راق للحضور النوعي الذي تابع الجلسة.
مع العلم أن أول ديوان في رصيد الشاعر، يحمل عنوان، لك صفة الينابيع يكشفك العطش، تلاها ديوانه، حليب الرماد، ثم تتالت الدواوين التي تجاوزت العشرة ونذكر من بينها، شجن، وسيرة الماء والنشيدة ومعجم الغين.