actualitesphotospress and mediaصحافة واعلام
الروائي والشاعر الأردني جلال برجس: “دفاتر الورّاق ستتحوّل إلى عمل تلفزيوني من 30 حلقة”

الروائي والشاعر الأردني جلال برجس: “دفاتر الورّاق ستتحوّل إلى عمل تلفزيوني من 30 حلقة”
استضافت الدورة السادسة والثلاثون لمعرض تونس الدولي للكتاب الروائي والشاعر الأردني جلال برجس الحائز هذا العام على الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر العربية” عن روايته “دفاتر الورّاق”. وحضر هذا اللقاء الذي أقيم مساء اليوم الخميس، رئيس لجنة تحكيم “البوكر العربية” الشاعر اللبناني شوقي بزيع وثلّة من رجال الفكر والأدب.
وكشف جلال برجس، في هذا اللقاء أن روايته “دفاتر الورّاق” ستتحوّل إلى عمل تلفزيوني من المنتظر بثّه في شهر رمضان من سنة 2023. وهذا العمل سيتألّف من 30 حلقة ويضمّ نخبة من نجوم الدراما العربية، دون أن يبوح بمزيد من التفاصيل حول هذا العمل.
// “كتبت السرد قبل الشعر”
في معرض حديثه عن بداياته في عالم الأدب، وهو الذي اشتغل في قطاع هندسة الطيران، يقول جلال برجس إن بداياته كانت مع السرد وليس الشعر كما يعتقد الكثيرون. ويُضيف: “أنا ابن قرية حنينا إحدى قرى محافظة مادبا الأردنية، وعشت بتلك الفطرية حيث المرأة المرأة تسرد قصصا بالفطرة، وكانت تدفعني إلى تلك العوالم والحكايات الشعبية، فتفتح مخيّلتي على مصراعيها ويُضيف الراوي من خياله إليها”. كما تابع حديثه باهتمام شديد من الحاضرين: “قرأت كثيرا لدوستويفسكي ونجيب محفوظ”.
وعن اهتمامه بكتابة الشعر، ذكر أن جدّه شاعر شعبي وأهداه الشعر، وأن عمله في الصحراء الأردنية حيث صعوبة العيش، فلم يجد غير الشعر للتعبير عن الواقع، ولذلك كانت منطلقا له للكتابة.
بدأت الرواية تستهوي جلال برجس، كما يقول، وبدأ يتخلّص تدريجيا من “سطوة” الشعر ولا يتدخّل إلا في بعض البواطن المعيّنة من النص. ويؤكد أن الشعر مازال يُكتب ويُمارس إلا أنه لا يجد الحظوة نفسها من وسائل الإعلام التي تسلّط أضواءها على الرواية، وفق تقديره.
يكتب جلال برجس عن الواقع العربي على الصعيديْن السياسي والثقافي، فهو يعتقد أن “الأزمة العربية واحدة وأن الزمن واحد ولم يتغيّر”. ويصف تجربته في مجال الكتابة الروائية فيقول إن الكتابات الأولى تكون لنفسه، وعلّق على موقفه بالقول “في الكتابات الأولى أنتبه إلى الحقول المعرفية والتشويق واللغة ومراجعة القراءة”، أما الكتابات الموالية فهي للقارئ.
// “أجد المتعة في قراءة علم النفس”
يميل الروائي والشاعر الأردني جلال برجس إلى قراءة علم النفس، ويعتبر أنها “ميولات فطرية يجد فيها متعة قراءة علم النفس”، مبرزا أن ميولاته إلى قراءة علم النفس انعكس على شخصيات رواية “دفاتر الورّاق”. ويقول أيضا، في هذا السياق: “قرأت علم النفس بشكل جيّد حتى أصبغ شخصية إبراهيم الورّاق بشكل جيّد”. كما أشار إلى أن رواية “دفاتر الورّاق” تخضع حاليا إلى دراسة دكتوراه من حيث الجانب النفسي.
وفي معرض حديثه عن جائزة “البوكر العربية”، عبّر عن سعادته بهذا التتويج الذي فتح له طرقا ومسارات نحو القارئ والإعلام. وقال إن كلّ من فازوا بالجوائز تُطرح عليهم دائما أسئلة من نوع “ما القادم في أعمالك؟” وهو سؤال “مربك كثيرا”، ليضيف بعد ذلك “أنا أكتب لنفسي ثم للقارئ”.
// “الكاتب العربي مظلوم”
يتحدّث جلال برجس عن الكاتب العربي فيقول إنه “مظلوم ومازال يكتب لنفسه”، فهو يرى أن العالم العربي يحوز على طاقات وأعمال روائية تتفوّق أحيانا على أعمال كتّاب غربيّين “لا قيمة لهم في بلدانهم، لكنهم يُعتبرون نجوما في العالم العربي على حساب كتّاب عرب”.
ويعتقد أن المثقف العربي بكلّ ألوانه وأطيافه هو خارج المؤسسة الرسمية العربية، ومازال يُفهم في المخيال المواطني على أنه كائن مجنون وله عوالمه الخاصة. ويعتبر أن إعادة المثقّف إلى سلّم الأولويات لا يكون إلا بإرادة سياسية عربية. وذكر أن المثقف العربي “فقير ومعدم الحال ولا يجد الدعم للكتابة”، مشيرا أيضا، في هذا السياق، إلى”ضعف التبادل الثقافي العربي” مما يحول دون وصول أعمال مبدعين عرب من منطقة الى أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن جلال برجس هو شاعر وروائي أردني من مواليد سنة 1970. ويعمل في قطاع هندسة الطيران. كما اشتغل أيضا في الصحافة الأردنية لسنوات، وهو الآن رئيس مختبر السرديات الأردني، ومُعدّ ومقدم لبرنامج إذاعي بعنوان “بيت الرواية”.
صدرت له مجموعات شعرية وقصصية وكتب في أدب المكان وروايات. وحازت مجموعته القصصية “الزلازل” (2012) على جائزة روكس بن زائد العزيزي للإبداع، ونالت روايته “مقصلة الحالم” (2013) جائزة رفقة دودين للإبداع السردي سنة 2014، كما فازت روايته “أفاعي النار” (في فئة الرواية غير المنشورة) بجائزة كتارا للرواية العربية 2015، وأصدرتها هيئة الجائزة في سنة 2016. وصلت روايته الثالثة، “سيدات الحواسّ الخمس” (2017)، إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية 2019. وفاز هذه السنة (2021) بالجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر العربية” عن روايته “دفاتر الورّاق”.